قرحة الكرب
قرحة الكرب هي قرحة سطحية متعددة الأشكال تحدث بشكل رئيس في أحد أجزاء الجهاز الهضمي العلوي، وخاصة في قاع المعدة، وتتطور القرحة بعد تعرض لحالة طبية تتمثل بالصدمة نتيجة تعرض الجسم لضغوطات هائلة، ومثال على ذلك ما يحدث بالجسم من ضغوطات أثناء وجوده في العناية المركزة،
يطلق الأطباء على قرحة الكرب مُسمى ضرر الغشاء المخاطي المرتبط بالتوتر، وهذه التسمية جاءت بسبب التمزقات الحادثة في الأغشية المخاطية في العضو المُصاب،
قرحة الكرب تختلف عن قرحة المعدة، حيث أن الاختلاف الواضح بينهما هو أن قرحة الكرب تظهر بشكل مفاجئ نتيجة إجهاد جسمي حاد، بينما قرحة المعدة تبدأ بالتدريج نتيجة أنماط وأسباب جسدية مُتعددة،
بعض الأطعمة الحمضية تؤثر على قرحة الكرب بشكل شديد، فهي تزيد من حمض المعدة مُسببً ذلك مضاعفات شديدة،
أعراض قرحة الكرب
لا يتم الشعور بأي أعراض نتيجة الإصابة بقرحة الكرب بالحالات الطفيفة، لكن إن كانت الحالة متقدمة ونسبة تآكل الأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي العلوي كبيرة، فإن الأعراض تتمثل بالآتي:
1، أعراض قرحة الكرب العامة
- ألم في الجزء العلوي من المعدة، وهذا الألم يتحسن في أوقات ويسوء في أوقات أخرى عند تناول بعض أصناف الطعام، لذا يُمكن للمُصاب تحديد الأطعمة المُهيجة للحالة بسهولة،
- الغثيان والتقيؤ،
- ضيق التنفس، وشحوب لون البشرة في حال التعرض لفقر الدم نتيجة نزف القرحة،
- الشعور بالامتلاء والانتفاخ مُسببًا ذلك الانزعاج والثقل للمصاب،
2، أعراض قرحة الكرب التي تحتاج إلى الذهاب للمستشفى بسرعة (حالة طوارئ)
تكمن خطورة قرحة الكرب بالنزيف التي تُسببه، وفي حال كان النزيف شديد فإن الحاجة للطوارئ تكون ملحة، ويُمكن تميز أن الحالة طارئة من خلال ظهور الأعراض الآتية:
- استفراغ الدم بلونه الأحمر المعروف أو القيء بلون قريب للأسود، ويُشبهه الأطباء بلون القهوة،
- حركات الأمعاء مزعجة ويشعر بها المُصاب بشكلٍ مبالغ به،
- نسبة الحموضة الواصلة للفم شديدة،
- آلام شديدة،
- الدوخة أو الإغماء،
أسباب قرحة الكرب
1، أسباب الإصابة بقرحة الكرب
-
التعرض لإجهاد جسدي شديد
الإجهاد الجسدي الشديد ينتج من عدة مُسببات أبرزها ممارسة نشاطات متعددة فوق طاقة الجسم، والتعرض لضغوطات جسدية إجهادية أثناء علاج الجسم من بعض الأمراض، كما أن التعرض للحروق أو إصابات الرأس تُجهد الجسم بشدة،
هذا الإجهاد يؤدي إلى صدمة في الجسم مُسببا ذلك زيادة إفراز حمض المعدة مُظهرًا قرحة الكرب،
-
الضغط النفسي
التوتر والقلق وتحميل الجسم الضغوطات نفسية المستمرة يؤدي إلى قرحة الكرب، وهذا الأمر لا يقتصر على البالغين، ففي عام 2018 تم إصابة طفل بقرحة الكرب بعد ذهابه للحضانة لمدة شهر بالرغم من رفضه لذلك، فالضغط النفسي الذي تعرض له الطفل نتيجة إجباره على الذهاب للحضانة أدى إلى هذه الحالة المرضية،
2، عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بقرحة الكرب
-
الإصابة بعدوى الملوية البوابية
هذه العدوى تؤدي إلى تغيرات عديدة في الجهاز الهضمي فتزيد نسبة أحماض المعدة وتزيد من الحساسية لبعض الأطعمة، وهذا ما يجعلها تكون من العوامل الأساسية في زيادة احتمالية الإصابة بقرحة الكرب،
-
تناول بعض الأدوية
توجد مجموعة من الأدوية تُحفز الإصابة بقرحة الكرب، ومن أبرزها: الأدوية غير السترويدية المضادة للالتهابات، ومسكنات الألم،
مضاعفات قرحة الكرب
1، فقر الدم
إن كان النزيف الحادث في الأجزاء الهضمية العلوية شديد فإن القرحة ستتصاحب مع فقر الدم، والذي ينتج عنه العديد من الأعراض الحادة، والتي أبرزها الدوخة والإغماء،
2، الوفاة
تحدث الوفاة نتيجة فقر الدم الشديد وعدم القدرة على السيطرة عليه وعلاجه، وهذا الأمر من المُضاعفات النادرة ،
تشخيص قرحة الكرب
-
التنظير
- إدخال أنبوب رفيع يحمل في نهايته كاميرا متصلة بشاشة مُكبرة إلى المناطق العلوية للجهاز الهضمي، ويتم ذلك بدقة لمنع إحداث جروح في أجزاء الجسم المار بها الأنبوب،
- مشاهدة ما يحتويه الجهاز الهضمي العلوي من تغيرات، ومن خلال ما يراه الطبيب تُشخص الحالة،
-
فحوصات الدم
الفحوصات الخاصة بالدم تأتي بعد تشخيص قرحة الكرب بالتنظير، وهدف منها هو الكشف عن وجود عوامل الخطر إن وُجدت وكذلك الكشف عن المضاعفات التي أصابت الجسم نتيجة هذه القرحة، ومن أبرز هذه الفحوصات الآتي:
1، فحص المصل لبكتيريا الملوية البوابية
إذ يتم البحث عن أجسام مُضادة للبكتيريا الملوية البوابية، وفي حال وجودها فإن الطبيب يُحدد العامل الذي حفز الإصابة ويُعالجه،
2، فحص الدم الشامل
يتم التطرق لفحص الدم الشامل لمعرفة نسبة الهيموجلوبين في الدم، لمعرفة إن كانت القرحة أدت إلى فقر الدم، كما يتم تحديد تعداد كريات الدم البيضاء من هذا الفحص، والتي ارتفاعها يعني وجود عدوى بكتيرية في الجسم،
علاج قرحة الكرب
الهدف الرئيس من علاج قرحة الكرب هو تقليل حمض المعدة وتقليل خطر الإصابة بالعدوى الخطيرة والنزيف والصدمة، ويتم عادة العلاج بالطرق الآتية:
1، العلاج بأدوية مثبطات مضخة البروتون
أدوية مثبطات مضخة البروتون هي أدوية تُوصف لتقليل حموضة المعدة، ويجب الالتزام بتناول الأدوية كما وصفها الطبيب، لأن التوقف عنها بشكل مُفاجئ يؤدي إلى نتيجة عكسية إذ يزداد الحمض،
2، العلاج بأدوية حاصرات بيتا
هذه الأدوية تهدف إلى تقليل حمض المعدة، ومن أبرز الأمثلة عليها:
- دواء فاموتيدين،
- دواء سيميتيدين،
3، علاج مضاعفات حرقة الكرب
- مسكنات الألم،
- حبوب الحديد، وهذه الحبوب يجب أن يتم تناولها بجانب نظام غذائي يزيد من نسب الهيموجلوبين في الدم لمعالجة فقر الدم،
الوقاية من قرحة الكرب
- تناول أدوية مثبطات مضخة البروتون وحاصرات الهيستامين بوصفة طبية بعد التعرض لصدمة إجهادية شديدة، فهذا يمنع حدوث قرحة الكرب، وهذا الإجراء الوقائي يتبعه الأطباء في الطوارئ ،
- تجنب التعرض للضغوطات النفسية الشديدة والسيطرة عليها قدر المُستطاع بممارسة اليوجا وتمارين التنفس العميق على سبيل المثال،
- إجراء فحوصات مخبرية في حال الشك بوجود إضراب ناتج عن البكتيريا الملوية البوابية، فهذا يُساهم في علاج البكتيريا قبل أن تُسبب القرحة،