حساسية الحليب
تعد حساسية الحليب أكثر أنواع الحساسية للعناصر الغذائية انتشار وعندما نقول حساسية الحليب فإننا نقصد حساسية حليب البقر تحديدا على الرغم من احتمال أن يسبب الحليب من المصادر الأخرى حساسية ، وكما هو معروف فإن حليب البقر يسبب المشاكل لعدد كبير من الناس يفوق عدد من يعانون من فرط حساسية الحليب بشكل فعلي،
يصيب هذا النوع من فرط حساسية الحليب الأطفال الصغار والرضـّع بشكل خاص ويُعتقد أن نسبة 2% من مجمل الأطفال يعانون من فرط حساسية الحليب،
تختفي هذه الحساسية تلقائيا مع التقدم بالسن لدى أكثر من 70% من الحالات وتبدأ القدرة على تحمّل الحليب بالتطور والظهور بعمر سنة حتى ثلاث سنوات، لكن من الوارد أن يحصل هذا الامر في عمر أكثر تأخر،
يطلق على ظهور حساسية الحليب المتأخرة اسم عدم احتمال الحليب أو الحساسية من النوع الثاني حيث أن هذه الحساسية تصيب الأطفال والرضع وهي تختفي تلقائي في أكثر من 90% من الحالات بعمر السنة في هذه الحالات تحدث الاستجابة للعامل المحفز حتى بعد مرور 48 ساعة من التعرض إلى حليب البقر،
ظاهرة أخرى قد تسبب البلبلة والخلط بينها وبين حساسية الحليب، هي ظاهرة عدم احتمال اللاكتوز وهو سكر الحليب والتي تمتاز بتراكم الغازات وآلام البطن حيث تنتشر هذه الحالة أكثر كلما تقدمنا بالسن، كما أنها تميل للتفاقم مع التقدم بالسن،
أعراض حساسية الحليب
لا تظهر جميع الأعراض لدى كل الأطفال كما أن حدّتها تتفاوت من شخص لآخر وفقا لدرجة الحساسية ولكمية الحليب التي تناولها، حيث تحدث الحساسية عند التعرض للعامل المسبب لها،
تحدث ردة فعل الحساسية خلال دقائق معدودة وليس بعد عدة أيام وأول الأعراض التي قد تظهر هي الشعور بدغدغات ولسعات داخل الفم، كما أنها قد تكون على شكل بصق الحليب أو عدم الرغبة بتناوله لدى الأطفال الرضـّع، وتشمل أبرز الأعراض ما يأتي:
- الطفح الجلدي،
- ضيق التنفس،
- العطس،
- التقيؤ،
- آلام البطن،
- الإسهال،
- فقدان الوعي في بعض حالات الإصابة الحادة،
في حالات حساسية الحليب من النوع الثاني، تكون أعراض حساسية الحليب التقيؤ والإسهال فقط دون الإصابة بضيق التنفس أو الطفح الجلدي أو التعب، وكذلك دون وجود خطورة أو احتمال للتعرض للوفاة،
أسباب حساسية الحليب
تنجم جميع أنواع الحساسية الغذائية الحقيقية عن خلل في الجهاز المناعي فإذا كنت تعاني من حساسية الحليب فإن جهازك المناعي يحدد بعض بروتينات الحليب على أنها ضارة مما يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي لتحييد البروتين الذي سبّب الحساسية،
في المرة التالية التي تتلامس فيها مع هذه البروتينات تتعرف الأجسام المضادة عليها وترسل إشارة إلى جهاز المناعة لديك لإفراز الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى، مما يتسبب في مجموعة من علامات وأعراض الحساسية،
هناك نوعان من البروتينات الرئيسية في حليب البقر يمكن أن تسبب الحساسية:
- الكازين: الموجود في الجزء الصلب أي اللبن الرائب الذي يتخثر،
- مصل اللبن: الموجود في الجزء السائل من الحليب الذي يتبقى بعد تخثُّر الحليب،
مضاعفات حساسية الحليب
- الحساسية تجاه الأطعمة الأخرى: مثل البيض، أو فول الصويا، أو الفول السوداني، أو حتى لحم البقر،
- حمى القش: وهي رد فعل شائع تجاه وبر الحيوانات الأليفة، وعث الغبار، وحبوب اللقاح، وغيرها من المواد،
تشخيص حساسية الحليب
- فحص جسدي: وذلك يتم التشخيص اعتمادا على الأعراض التي قد تظهر
- اختبار الجلد: الذي يعد أفضل فحص نظرًا لدقته وقلة تكاليفه وسرعة الحصول على النتائج،
- فحص الدم: الخاص في حساسية الحليب بحسب الغلُوبولينٌ المَناعِيّ المميز لهذا الداء،
في بعض الحالات الخاصة والنادرة وعندما يكون هنالك شك بوجود الحساسية بالإمكان إجراء فحص التحدي أي تناول كميات محدودة من الحليب ومتابعة حالة الشخص،
معظم الرضع الذين يعانون من حساسية حليب البقر يعانون من حساسية حليب الماعز والخراف حيث يستهلك معظم المصابين بهذه الحساسية حليب نباتي المصدر،
تكون نتيجة اختبار الجلد من حليب البقر لدى الرضع المصابين من حساسية النوع الثاني سلبية بالعادة، وكذلك الأمر بالنسبة لنتيجة اختبار الدم الخاص بحساسية الحليب،
علاج حساسية الحليب
الطريقة الوحيدة لمنع الحساسية هي تجنب الحليب وبروتينات الحليب حيث قد يكون هذا صعبًا لأن الحليب عنصر شائع في العديد من الأطعمة، كما يمكن لبعض الأشخاص المصابين بحساسية الحليب تحمل الحليب في بعض الأشكال مثل الحليب الذي يتم تسخينه في المخبوزات، أو في بعض الأطعمة المصنعة مثل الزبادي،
إذا استهلكت أنت أو طفلك الحليب عن طريق الخطأ فقد تقلل الأدوية مثل مضادات الهيستامين من رد الفعل التحسسي الخفيف، لكن إذا كنت تعاني أنت أو طفلك من رد فعل تحسسي خطير فقد تحتاج إلى حقنة طارئة من الأدرينالين وتذهب إلى غرفة الطوارئ،
الوقاية من حساسية الحليب
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من حساسية الطعام، ولكن يمكنك منع ردود الفعل عن طريق تجنب الطعام الذي يسببها فإذا كنت تعلم أنك أو طفلك تعاني من حساسية تجاه الحليب فتجنب الحليب ومنتجات الألبان،