You are currently viewing تيفوس أكالي
  • كاتب المشاركة:

تيفوس أكالي

مرض تيفوس أكالي أو ما يُعرف بمُسمى حُمَّى تسوتسوغامُوشي هو مرض يُصيب الإنسان نتيجة تعرضه لبكتيريا أورينتيا تسوتسوغاموشية، والتي تُنقل إلى جسم الإنسان من خلال لدغات يرقات السوس المُصابة،

ينتشر هذا المرض في المناطق الريفية بشكل كبير، وخاصةً في جنوب شرق آسيا وإندونيسيا، وشمال أستراليا واليابان والصين،

تختلف فترة حضانة المرض من شخص إلى آخر فأحيانًا تكون ممتدة بين 6 إلى 21 يوم، وأحيانًا قد تكون 10 – 12 يومًا، وبعد انتهاء هذه الفترة للحضانة تبدأ الأعراض تظهر بشكل مفاجئ وشديد،

أعراض

1، الحمى

ارتفاع درجة حرارة الجسم أمر حتمي عند الإصابة بمرض تيفوس أكالي، فغالبًا تصل درجة الحرارة الجسم إلى 40 – 40،5 درجة مئوية،

في بداية الحمى غالبًا ما تظهر ندبات في مكان اللدغة، لذا يجب على المُصاب النظر جيدًا إلى جسده لاكتشاف المكان، فذلك سيُساعده عند الذهاب للطبيب لتشخيص الحالة،

2، تضخم الغدد الليمفاوية

الجسم يبدأ بمقاومة البكتيريا المُسببة لمرض تيفوس أكالي، وهذا ينتج عنه تضخم الغدد الليمفاوية كون أنها لها دور رئيس في الدفاع عن الجسم في حال تعرضه للملوثات،

3، ندبات حمراء أو سوداء متورمة

تظهر ندبات حمراء على الجسم بقطر 1 سنتيمتر، وتكون منفخة ومتورمة ومنتشرة، وبعد فترة ليست بطويلة تتكون على هذه الندبات قشرة سوداء،

هذا العرض يظهر في اليوم الخامس إلى اليوم الثامن من بدء الإصابة بالحمى، وهذا يعني أن الحمى تبقى بما يُقارب 4 أيام دون أعراض أخرى ترافقها،

4، أعراض أخرى

  • الصداع،
  • القشعريرة،
  • آلام العضلات،
  • طفح جلدي،
  • السعال ويكثر خلال الأسبوع الأول من بدء الحمى،
  • تغيرات عقلية، فقد يُعاني المريض من الارتباك،
  • انخفاض ضغط الدم،
  • زيادة نبضات القلب،
  • نزيف من مكان الندب السوداء في حالات نادرة،

أسباب

السبب الرئيس وراء انتقال مرض تيفوس أكالي هو لدغ اليرقات المصابة الإنسان لتنقل إليه البكتيريا المُسببة للمرض، وهذا يحدث وفق التسلسل الآتي:

  1. يلدغ العث حيوان مُصاب بمرض تيفوس أكالي وليكتسب بهذه اللدغة بكتيريا أورينتيا تسوتسوغاموشية، وهذه البكتيريا تبقى في جسم العث وتنقله إلى بيوضها طوال فترة حياتها،
  2. يضع العث المُصاب البيوض والتي تكون محملة بالبكتيريا، وعند فقس البيوض تخرج اليرقات المحملة بالبكتيريا،
  3. تلدغ اليرقات الإنسان لتنقل له العدوى مباشرة، والجدير بالذكر أن هذا المرض لا ينتقل إلا من لدغ اليرقات، أي أن لدغ العث بالبالغ المُصاب للإنسان لا ينقل الإصابة،

مضاعفات

في حال تطور المرض وعدم تلقي العلاج اللازم لتخلص منه، فإن المضاعفات ستكون خطيرة، ومن أبرزها الآتي:

1، التهاب الأعضاء

في حال انتشار البكتيريا المُسببة لمرض تيفوس أكالي في الأوعية الدموية فإنها ستُسبب التهابات في كافة الأعضاء، لذا تكثر احتمالية الإصابة بالأمراض الآتية:

  • الالتهاب الرئوي،
  • التهاب الدماغ،
  • التهاب عضلة القلب،

2، تضخم الطحال

وُجد أن من مضاعفات تيفوس أكالي البارزة حدوث تضخم في الطحال يحتاج إلى علاج لتخلص منه،

3، الولادة المبكرة

في حال إصابة الحامل بمرض تيفوس أكالي فإن المرض غالبًا سينتقل إلى جنينها عبر المشيمية، وهذا يؤدي إلى الولادة المبكرة، وإلى ولادة طفل مُصاب يحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية منذ ولادته،

4، الوفاة

وُجد أن معدل الوفاة من هذا المرض تتراوح 30% في الدول الموبوءة، وهذه النسبة تشمل البالغين، حيث أن معدل الوفاة بين الأطفال يُعدّ نادر،

تشخيص

  • الفحص البدني

عند بدء الأعراض بالظهور والذهاب للطبيب، فإن أول ما يقوم به الطبيب هو قياس درجة حرارة الجسم، ومعدل نبضات القلب، وضغط الدم، وبما أن أعراض هذا المرض متشابهة مع العديد من الأمراض الأخرى، فقد يلجأ الطبيب إلى طرح الأسئلة الآتية على المريض وخاصةً في حال ملاحظة الندبات السوداء في الجسم:

  1. هل سافرت مؤخرًا؟
  2. هل تعرضت للدغات من بعض أنواع الحشرات؟
  3. ما هي الأعراض الأخرى التي تُعاني منها بجانب الحمى والبقع السوداء؟

بعد معرفة إجابات هذه الأسئلة يقوم الطبيب بالتوصية على إجراء العديد من الفحوصات الأخرى ليستطيع تشخيص الحالة بدقة،

  • فحص المصلي

الفحص المصلي هو فحص لعينة دم لاكتشاف وجود أجسام مضادة لنوع البكتيريا المُسببة للمرض أو عدمه،

لكن هذا الفحص قد لا يُجدي نفعًا في المناطق الموبوءة إذ أن 18% من سكان تلك المناطق يتواجد في أجسامهم أجسام مضادة لتلك البكتيريا، وهذا يعني أن الفحص ستظهر نتيجته إيجابية بالرغم من سلامة الشخص من هذا المرض،

أما في المناطق غير الموبوءة فيُعدّ هذا التشخيص جيد، ويُمكن الاعتماد عليه بشكل مُطلق في تشخيص الحالة،

  • الزراعة

الزراعة فحص جدًا دقيق، ويُعطي نتائج موثوقة لمرض تيفوس أكالي، وهو يتم من خلال اتباع الخطوات الآتية من قبل فني المختبر،

  1. أخذ عينة دم من المريض،
  2. أخذ جزء من العينة من خلال عود طبي معقم،
  3. توزيع العينة على أوساط غذائية ملائمة لهذا النوع من البكتيريا المُسببة للمرض، وتدعى هذه الأوساط الأغار، ويتم التوزيع بالتدريج، وذلك لكي تظهر مجموعات البكتيريا بشكل يُسهل أخذ عينة منها،
  4. وضع الأغار في الحاضنة لمدة 24 – 48 ساعة بدرجة حرارة 37 درجة مئوية،
  5. إخراج الأغار من الحاضنة وأخذ جزء من التجمعات الظاهرة عليه ووضعها على شريحة،
  6. صبغ الشريحة بالصبغات الطبية،
  7. رؤية البكتيريا تحت المجهر إن وُجدت، وفني المختبر على علم كافي بشكلها وتحديدها،
  • فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل

في اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل يتم التحقق من وجود سلسلة جينية معينة في سائل من سوائل الجسم أو في أحد أنسجته تابعة لنوع البكتيريا المُسببة لمرض تيفوس أكالي،

  • فحوصات أخرى

قد يطلب الطبيب في بعض الأوقات الفحوصات الآتية أيضًا:

  1. تعداد كريات الدم: حيث أن الإصابة بمرض تيفوس أكالي سيؤدي إلى تقليل عددها في الجسم،
  2. اختبارات وظائف الكبد: حيث تظهر بنتائج غير الطبيعية في المرحلة المبكرة من المرض،

علاج

1، علاج المرض

علاج مرض تيفوس أكالي يتم من خلال تناول المضادات الحيوية، والتي من أبرزها الآتي:

  • الدوكسيسيكلين

هو علاج الأولي للتيفوس الأكالي، ويتم أخذه عن طريق الفم بجرعات عالية في البداية ثم يتم تخفيضها وفق ما يراه الطبيب مناسب، والعلاج بهذا النوع من الأدوية يحتاج 7 أيام عادةً،

  • الكلورامفينيكول

هو علاج يؤخذ عن طريق الفم لمدة 7 أيام، ويُعدّ دواء جدًا فعال بعد الدواء سابق الذكر،

2، علاج الأعراض والمضاعفات

يتطرق الطبيب إلى وصف مجموعة من الأدوية التي تُخفف من حدة الأعراض وأبرزها:

  • مضاد الحكة،
  • مسكن الألم،
  • خافض الحرارة،

هذه الأدوية يتم استخدامها لفترة قصيرة، فمجرد اختفاء الأعراض يتم التوقف عن تناولها،

أما في ما يخص علاج المضاعفات فقد يكون الأمر أكثر صعوبة، وخاصةً إن كانت المضاعفات شديدة، مثل: تضخم الطحال والتهاب الدماغ فيصف الطبيب الأدوية وفق الحالة،

الوقاية

لا يوجد لقاح مرخص لمرض تيفوس أكالي، إذ أنه تم عمل العديد من الأبحاث لإيجاد اللقاح، لكن بكل مرة كان يتم فيها إنتاج لقاح كان لا يتناسب مع جميع السلالات، لذا لم يتم ترخيص أحدًا منها،

من هذا المنطلق فإن الوقاية من المرض واقعة على عاتق الأشخاص، ويتم ذلك من خلال اتباع الإرشادات الآتية:

  • رش المبيدات الحشرية للتخلص من يرقات العث المُسببة للمرض، ويُفضل استخدام أنواع مرخصة تضمن بعض الأمان لصحة مستخدميها،
  • ارتداء اللباس الساتر للجسم وذلك بهدف حماية الجسم من التعرض ليرقات العث، وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية تنظيف الملابس جيدًا فقط تكون هي الحاملة لليرقات،
  • دهن الجسم بمضادات للدغات الحشرات،
  • استخدام الناموسية والمحافظة العامة على نظافة المفارش والأغطية،
  • تناول جرعة من دواء الدوكسيسيكلين مرة أسبوعيًا، فهذه الطريقة تُعدّ من طرق الوقاية الكيميائية المتبعة في المناطق الموبوءة،

اترك رد

إغلاق القائمة
×