الهندسة المدنية ما هى؟
الهندسة المدنية أحد فروع الهندسة والمعنية بدراسة وتصميم وتحليل المنشآت المدنية المختلفة مثل الأبنية السكنية والخدمية والطرق والجسور والأنفاق والمطارات والموانئ وشبكات إمداد مياه الشرب ومحطات ضخ المياه وشبكات الصرف الصحي ومحطات التنقية ومعالجة المياه والسدود وأيضا مشاريع الري، والإشراف على عمل هذه المنشآت فى فترة استمرارها، لهذا لا يجوز حصر هذا العلم بأنه العلم المعني بالتصميم وحده فقط،
وهي كأي علم تتطور باستمرار مع التطور الصناعي لإنتاج مواد إنشائية جديدة متطورة تفي بالمتطلبات التي تكون متزايدة من المجتمع،
ومن الأمثلة على ذلك البلاستيك المسلح بالألياف الزجاجية والذي يعد مادة خفيفة الوزن ولها صلابة عالية تقارب صلابة الصخر وتصنع بقوالب حسب التصميم المطلوب واللون المطلوب، فتستطيع الحصول على مبنى بأقواس وقناطر وواجهات كأنها حجرية ولا يمكن تمييزها إلا بصعوبة وبنفس الوقت وزنها لايساوي 20% من وزن نفس الحجم من الحجر الطبيعي، كذلك الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية والتي تمتاز بالقوة والمتانة،
تاريخ الهندسة المدنية
الهندسة المدنية هي فرع من فروع الهندسة وأكثرها التصاقا بنشأة الإنسان وتطوره عبر السنين والعصور، والمحفز الأساسي للمنتجات المعملية ،
يصعب تحديد تاريخ نشأة وبداية الهندسة المدنية، إلا أن تاريخ الهندسة المدنية هو مرآة لتاريخ البشرية على هذه الأرض، فالإنسان القديم حينما يحتمي بالكهوف من عوامل الطقس والبيئة القاسية، وعندما يستعمل جذع شجرة لعبور نهر فهذا من صميم الهندسة المدنية، ولقد نتجت مع ولادة الإنسان الأول منذ بدأ البحث عن مأوى يضمه،
وعبر العصور والسنين تقف معالم الهندسة المدنية شاهد على حضارة الشعوب وعلى بلوغ الهندسة المدنية لموقع مهم في تاريخ وحياة تلك الحضارات والشعوب،،، فأهرامات الجيزة في مصر وحدائق بابل المعلقة وسور الصين العظيم شواهد مدنية قائمة علي تطور حضارات تلك الشعوب ورقيها، ويعلم الجميع أن ما يقال عن عجائب الدنيا السبعة ما هي إلا معالم من منجزات مهندسي تلك الشعوب وتلك الحضارات،
حيث تم بناء سور الصين العظيم في فترة قياسية لا تزيد عن عشر سنوات، وبطول يزيد عن 2500 كيلومتر، وكان ذلك سنة 200 قبل الميلاد، وفي الامبراطورية الرومانية كانت شبكات الطرق المعبدة بالآجر تربط مدن الامبراطورية وتدعم سيل التجارة،
ولعل أول ذكر لكلمة الهندسة المدنية جاء في تاريخ الإمبراطورية الرومانية حيث صنفت الهندسة لفرعين هما الهندسة العسكرية، وتعنى بالقلاع والحصون وتطوير السلاح، والهندسة المدنية وتعنى بالإنسان واحتياجاته مثل تشييد المساكن و تعبيد الطرق وبناء الجسور و السدود وشق القنوات للزراعة وجلب الدولة الإسلامية؛ حيث تفنن البناؤون والمهندسون العرب في بناء المساجد والكنائس التي لا تزال قائمة تؤدى الصلوات فيها حتى الوقت الحاضر كأكبر شاهد على فن العمارة الإسلامية والمسيحية الراقية،،، وغيرها الكثير من القصور والدور التي لا يزال الناس يسكنون فيها حتى يومنا هذا،
أقسام الهندسة المدنية
تنقسم الهندسة المدنية إلى:
- الإنشاءات: وتختص بتصميم وتنفيذ المنشآت المعدنية والخرسانية والخشبية، السكنية والصناعية،
- المواصلات: وتختص بتصميم وإنشاء الطرق وهندسة النقل وهندسة المرور،
- المساحة والجيوديسيا: وتختص بدراسة الأبعاد المساحية والمواقع الجغرافية الهندسية،
- الموائع: وتختص بدارسة خصائص الموائع وأثرها على المنشئات “مثل أثر الرياح على المباني أو ضغط المياه على السدود وما إلى ذلك”،
- صحية: وتختص بتصميم وتشغيل أنظمة الصرف الصحي ومحطات المياه،
- ري: وتختص بدراسة أساليب التحكم في أنواع الري المختلفة والمنشآت المائية الزراعية،
- هندسة جيوتكنيكية : وتختص بدراسة الخواص الكيميائية والفيزيائية والميكانيكية لمواد التربة والصخور وتقنياتها، ودراسة تصميم الأساسات والأنفاق والمنشآت المطمورة وتسمى بـ “مكيانيكا التربة” أو “الجيوتكنيك”،
- الادارة والتشييد: وتختص بدراسة الكميات وتنفيذ المنشآت بأقل كلفة ممكنة وأسرع وقت ممكن وإدارة موقع العمل
- السدود والموارد المائية: ويختص بتصميم المنشأت المائية والبنى التحتية والأساسات وكذلك التصاميم الهيدروليكية
- الشواطئ والمنشآت البحرية: ويختص بتصميم وتنفيذ الموانى والمنشآت البحرية من أرصفة وحواجز أمواج وكذلك سبل حماية الشواطئ
المهندس المدني
المهندس المدني هو الشخص المسؤول عن وضع التصاميم الإنشائية للمخططات المعمارية بما يطابق المواصفات العالمية المتبعة في ذلك البلد والإشراف على تنفيذها موقعيا ويعمل كـ:
- مهندس تصاميم إنشائية،
- القيام بالحسابات التقديرية والتكلفة،
- مهندس تنفيذ،
- مدير موقع بناء،
- مهندس مياه،
- ومهندس طرق وجسور،
- مهندس البنية التحتية،
- إدارة المشاريع،
- حسابات الحمولات على الأبنية والجسور،
- مهندس ضبط الجودة،
- ومهندس ضبط السلامة في مواقع الإنشاء،
- مهندس تفجير،
الإدارة الهندسية
وتعتبر الإدارة الهندسية للمشروع من أهم العناصر المساهمة في إنجاح العمل أو فشله، ولا يخفى على أحد ما للإدارة في أي مجال من أهمية خاصة في انجاح العمل، وخاصة في مجال مشاريع البناء، التي تعتبر أكثر تعقيد إدارى وعملى من معظم مجالات الإدارة الأخرى، وكمقارنة بسيطة لتقدير أهمية ذلك، فإن مصنع سيارات مثلا إن أنجز سيارة وأجرى عليها الإختبارات فبإمكانه تعديلها بكل بساطة حتى الحصول على المنتج المطلوب ومن ثم نسخه إلى أعداد كبيرة، دون خسارة تذكر لا في الوقت ولا في الكلفة،
بينما المشاريع العمرانية لا يمكن بناء مشروع ثم تعديله لكن يجب توقع كل العيوب مسبقا وتلافيها، وهنا لا بد من حسن الإدارة وبراعة القيادة، وعبقرية إيجاد الحلول والبدائل، وحديثا أصبح تخصص إدارة المشاريع يدرس كدراسات عليا (ماجستير ودكتوراه) في كثير من الجامعات، وهناك تخصصات متعددة داخل هذا العلم المتولد من تزاوج العلمين العريقين الإدارة والهندسة المدنية، وينصح الخبراء أن يكون المقدم على هذا التخصص ذو فطرة (شخصية) قيادية وإدارية، لينجح في تسيير مشروعه،،،،
الهندسة المدنية ما هى؟