النقائل العظمية
ما هو؟
بإمكان الورم السرطاني الذي ينشأ في مكان ما من الجسم، ويرسل خلايا عبر الدورة الدموية، لأماكن أخرى بعيدة في الجسم، تندمج هذه الخلايا بالأنسجة التي تصل إليها، وتتابع انقسامها بشكل عادي وتخلق ورم سرطاني إضافي، تسمى عملية انتقال الخلايا السرطانية في الجسم من مكان لآخر “النقائل السرطانية”،
أما في حال استطاعت الخلايا السرطانية اقتحام الأنسجة العظمية في الجسم، وتسببت بحدوث ورم، فعندها يسمى هذا السرطان باسم النقائل العظمية،
تسبب النقائل العظمية أضرارً للنسيج العظمي، ويمكن أن يثير عدد كبير من الأعراض والعلامات، توجد اليوم، عدة علاجات تساعد بالسيطرة على أعراض المرض، وتقلص من انتشار الأورام والخلايا السرطانية، إن علينا لنفهم بصورة أفضل عملية نشوء النقائل الورمية في الأنسجة العظمية، أن نتعرف على المبنى الأدائي والتشريحي للعظام في جسمنا،
إن العظام هي نوع من أنواع الأنسجة الرابطة المكونَة من معادن كالكالسيوم، الفوسفات، وبروتين خاص اسمه ” جلوكاجون “، تسمى الطبقة الخارجية للعظم “القشرة “، أما مركز العظام شبه الإسفنجي، يسمى بنِقْي العظم، تحتوي الأنسجة العظمية الداخلية على ثقوب تمكن الأوعية الدموية من المرور بها،
وتزويد العظام بالأوكسجين والمواد الغذائية، تتسم الأنسجة العظمية بوجود توازن هام بين عملية إنتاج العظم، بخلايا اسمها “بانيات العظم” وعملية تحليل العظم (تزويد الجسم بالكالسيوم) بخلايا من نوع “ناقضات العظم”، يطلق على هذا التوازن الدقيق اسم “إعادة البناء”،
تلعب العظام دور هام بجسمنا، وبدونها لا نستطيع أداء أي مهمة إطلاقا؛ فالهيكل العظمي يوفر لأعضائنا الداخلية دعم بنيوي، كما أن العظام تخزن في داخلها عدة معادن هامة يحتاجها الجسم، لأدائه اليومي؛ وهذه المعادن هي: الكالسيوم، والماغنيسيوم، والفوسفات والصوديوم،
أما نقي العظم، فإنه ينتج ويخزن خلايا الدم؛ والمقصود هنا، خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، تقوم خلايا الدم الحمراء بنقل الدم المشبع بالأوكسجين من الرئتين لبقية أجزاء الجسم، بينما تساعد خلايا الدم البيضاء الجسم على محاربة أنواع التلوث المختلفة، أما الصفائح الدموية، فوظيفتها مساعدة الدم على التخثر عند الحاجة، مثل التئام الجروح،
تقوم الخلايا السرطانية، في حال الإصابة بالنقائل العظمية، باقتحام أنسجة العظام، وتسبب الأضرار التي تؤثر على أداء العظام السليم بالشكل المفصل أعلاه،
كيف تصل الخلايا السرطانية إلى العظام؟
إن الخلايا السرطانية، عندما تنفصل عن الورم “الأم” (الذي أنتجت فيه)، فإنها تتحرك مع الدورة الدموية أو مع الإفرازات الليمفاوية، وتصل أجزاء أخرى من الجسم، وهناك تندمج مع خلايا النسيج القائم، وتبدأ بإنتاج ورم سرطاني جديد، يسمى الورم الأم الذي جاءت من الخلايا السرطانية بالورم الأصلي،
بينما تسمى الأورام الجديدة التي تنتج عن تبرعم الخلايا السرطانية المنتقلة، بالأورام الثانوية، تسمى الأورام الثانوية التي تصيب الأنسجة العظمية النقائل العظمية،
إن بعض أنواع السرطانات، معروفة بأنها يمكن أن تسبب النقائل العظمية، هذه السرطانات هي:
- سرطان الثدي
- سرطان الكُلى
- سرطان الرئة
- الورم النِّقْيِيُّ المتعدد – سرطان بالدم
- سرطان البروستاتا
- سرطان الغدة الدرقية
تختلف النقائل العظمية عن الورم السرطاني الأولي (الأصلي) الذي ينشأ في الأنسجة العظمية؛ فالورم السرطاني الأولي الذي ينشأ بالعظم يسمى “سَرْكومة” ، يتكون هذا النوع من الورم من خلايا عظمية، أما في حالة النقائل العظمية، فإن الورم الأصلي الذي جاء منه يكون من أنسجة أخرى في الجسم؛ على سبيل المثال، سرطان الرئة الذي ينتج نقائل عظمية، يكون أصل الخلايا السرطانية من أنسجة الرئة، وليس من أنسجة العظام، يتم تسمية النقائل في هذه الحالة، بسرطان نقائل الرئة،
تنتشر الخلايا السرطانية المنبثة من ورم أصلي أيا كان، في الأضلاع، وعظام الحوض، والعظام الطويلة في الأطراف، وعظم الجمجمة والعمود الفقري، وبإمكان النقائل العظمية أن تسبب الأذى والضرر بصورتين أساسيتين:
- ورم سرطاني في أنسجة العظم، يمكن أن يقوم بهدم العظام وإنتاج ثقوب في الأنسجة، تسمى: “حالَّة للعظم”، من الممكن أن تؤدي هذه العملية لجعل العظام أكثر هشاشة وعرضة للكسر، تنكسر بسرعة كبيرة، تكون هذه المناطق (المصابة) أكثر حساسية وألما عند اللمس،
- يقوم الورم السرطاني بإفراز عناصر يمكنها أن تسبب انقسام الخلايا العظمية بشكل غير طبيعي، وتنتج أنسجة عظمية جديدة؛ وعادةً يكون هذا النسيج ضعيف وأقل ثبات من الأنسجة العظمية السليمة، تسمى هذه المناطق ب “تصلب العظم”،
الأعراض
- آلام في العظام: الألم هو أكثر أعراض النقائل العظمية انتشار؛ وهو أول علامات الإصابة التي يشعر بها المريض، يكون الألم في البداية غير منتظم، ويأتي على شكل موجات، ويميل ليصبح أكثر سوء خلال ساعات المساء والاستراحة في السرير، يشتد الألم في نهاية الأمر، بصورة كبيرة، ليس كل ألم في العظام يشير للإصابة بالنقائل العظمية، بل إن بإمكان الطبيب أن يميز بين ألم ناتج عن الإصابة بالسرطان، أو أي ألم لأسباب أخرى،
- انكسار العظم: إن النقائل العظمية تضعف العظام بشكل ملحوظ، ولذلك فإنها تصبح أكثر ميل للانكسار بسهولة شديدة، وتعتبر عظام الأطراف وعظام العمود الفقري أكثر العظام تعرض للكسر،
- تبلد وضعف بالرجلين،
- مشاكل بإدرار البول، أو بعد النشاط المِعَوي،
- فقدان الإحساس بمنطقة البطن،
كل هذه أعراض تشير لوجود مشكلة في النخاع الشوكي؛ فعندما تكون هناك نقائل عظمية في العمود الفقري، فإنه يشكل ضغط على النخاع الشوكي، ويمكن أن يحرفه عن مكانه الطبيعي، يؤدي هذا الضغط على النخاع الشوكي، لظهور الأعراض المذكورة، إضافة لآلام الظهر، يجب، في حال الشعور بأحد هذه الأعراض أو كلها، التوجه فورا للطبيب، وإلا فإن المريض يعرض نفسه لمخاطر الشلل الدائم،
من الأعراض الأخرى: فقدان الشهية، أو الغثيان، أو العطش، أو الإمساك، أو التعب، أو التخبط الدائم (البلبلة)، تشير كل هذه الأعراض لوجود مستويات عالية جدًّا من الكالسيوم في الدم، يتوجب التذكُّر أن النقائل العظمية قد تؤدي لتحلل العظام وإفراز الكالسيوم المخزون فيها للدم، يسمى هذا الوضع ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم،
أما في حال أدى الانبثاث العظامي لضرر في نِقْي العظم، يمكن أن تظهر أعراض تتعلق بكمية الخلايا في الدم، علامات فقر الدم (تعب، وضعف، وضيق بالتنفس)، أما إذا تأثرت خلايا الدم البيضاء، فإن المريض يمكن أن يصاب بالالتهابات، وارتفاع درجة الحرارة، وقشعريرة، وتعب، أو حتى ألم، وفي حال تم التأثير على الصفائح الدموية مثلا، قد يشهد المريض ظهور كدمات أو نزوف دموية خارجية أو داخلية،
إن على المصاب أن يشرك طبيبه بكل هذه المعلومات، خصوصًا إذا لاحظ وجود أحد هذه الأعراض، فالتشخيص والعلاج المبكر، يساعد على تقليل المضاعفات المستقبلية،
التشخيص
كيف يشخص الطبيب الإصابة بالنقائل العظمية؟
يوصي الطبيب، في بعض الحالات، بإجراء بعض الفحوص، اعتمادًا على ظهور أعراض معينة، بالإضافة للتاريخ المرضي للشخص؛ خاصة إذا كان المريض يعاني من أحد أنواع السرطان المعروفة، بأنها تسبب النقائل العظمية،