You are currently viewing الصرع الصغير
الصرع الصغير

الصرع الصغير

ما هو؟

الصرع الصغير هو أحد أنواع مرض الصرع، من نوع النوبة الصغيرة، أو باسمه المتعارف عليه اليوم بالعربية: النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة، يتميز هذا المرض بنوبات صغيرة تكون مصحوبة بتوقف مفاجئ عن الإدراك،  يعتبر هذا المرض شائع بين الأطفال، ويرى الشخص المتفرج من الخارج أن الطفل مستغرق في أحلام اليقظة وغير مدرك لكل ما يدور حوله،

مقارنة بالأنواع الأخرى من مرض الصرع، فإن الصرع الصغير هو نوع سهل نسبيا، لكن حتى هذا النوع يشكل خطر على الحياة، يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا المرض للإشراف والمراقبة خلال الاستحمام أو السباحة، لحمايتهم من الغرق، وفي الجيل المتقدم عليهم الامتناع عن السواقة أو القيام بأي نشاطات أخرى قد يؤدي فقدان التركيز خلالها لضرر كبير،

في الغالب يمكن السيطرة على الصرع الصغير بمساعدة علاج مضاد للصرع، مع التقدم في السن  يختفي المرض ولكنه في حالات نادرة يستمر عند البلوغ، بل إنه قد يتفاقم ليصبح نوبات كبيرة (صرع كبير)،

الأعراض

يشمل الصرع الصغير، بالإضافة لتراجع القدرة على الوعي (الإدراك) للبيئة، واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

  • حملقة دون حركات خاصة،
  • عض الشفتين،
  • رفرفة الجفون،
  • حركات تشبه المضغ،
  • حركات في إحدى (أو كلا) اليدين،

يستمر الصرع الصغير لعدة ثوان، ويكون الشفاء الكامل فوري، بعد النوبة لا يكون هناك ارتباك من النوع الذي يميز أنواع النوبات الأخرى، ولا يتذكر المريض أي شيء مما حدث معه خلال النوبة، يمكن أن يمر الشخص بمئات النوبات في اليوم ما قد يضر بتحصيله العلمي أو بعمله،

في حال كانت النوبة خلال المشي أو خلال أي نشاط معقد آخر، لا يسقط المريض ولكنه لا يكون مدرك لأفعاله في تلك اللحظة،

أحيانا، لا يتم الانتباه للنوبات نفسها، إذ أنها تكون قصيرة، ويكون العَرَض الأولي للمرض هو التراجع المفاجئ بالمستوى التعليمي دون سبب واضح،

أسباب وعوامل الخطر

بشكل عام، تحدث النوبات حين تعمل الخلية العصبية (عَصَبون) بصورة غير سليمة، تتصل الخلايا العصبية واحدة بالأخرى بانتقال إشارات كهربائية وكيميائية في المشابك، عند النوبة يكون النشاط الكهربائي مشوش ويحدث نشاط مُزامن غير سليم يتميز بتردد من ثلاث أمواج في الثانية،

في الغالب لا يوجد مسبب واضح للمرض، ولكن له علاقة بمسببات جينية، كما يمكن أن تؤدي حالات فرط التهوئة لحدوث النوبة، لدى الأشخاص الذين يعانون من النوبات وُجدت درجات مرتفعة من الناقلات العصبية في الدماغ، كما يبدو أن نسبة الانتشار المرتفعة بين الأطفال تتعلق بالكميات الكبيرة من المشابك التي يتم إنتاجها لديهم، لذلك، يختفي المرض في العديد من الأحيان مع البلوغ ومع تباطؤ معدل إنتاج المشابك،

المضاعفات

تختفي النوبات في الغالب مع البلوغ، ولكنها تستمر في العديد من الأحيان مدى الحياة، أو قد تتفاقم لحد التحول لنوبات أصعب، حتى إذا اختفت النوبات في مرحلة الطفولة، تكون هناك مضاعفات،

لأن الطفل الذي مر بنوبات عديدة، يطور اضطرابات تعليمية حتى بعد اختفاء المرض، تعتبر نوبة الصرع التي تستمر لأكثر من عدة دقائق حالة خطيرة تستلزم علاج طبي فوري وهي تسمى،

التشخيص

هناك حالات معينة يمكنها محاكاة الصرع الصغير، لكن بامكاننا إيقافها بالمناداة باسم المريض أو لمسه، من ناحية أخرى، لا يختفي الصرع الصغير بسبب تحفيز خارجي، وهو قادر على الظهور وقت السباحة أو خلال أي  نشاط آخر،

بهدف التشخيص النهائي للصرع الصغير يجب إجراء:

  • تخطيط كهربية الدماغ: في هذا الفحص يتم إلصاق قطب كهربي على الجمجمة، ويقوم هذا بدوره بقياس النشاط الكهربي في الدماغ، في حال وجود صرع (نوبة)، يمكن رؤية ذلك على شكل أمواج كهربائية في الدماغ، إذا لم تظهر نوبة عفوية يمكن أن نحاول تحفيز نوبة بفرط التهوئة أو الإضاءة الوامضة،
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يجرى هذا الفحص بهدف التأكد من عدم وجود اضطرابات أخرى، والتي تؤدي لأعراض شبيهة بأعراض الصرع الصغير، لا يحتوي هذا الفحص على إشعاع مؤيِّن  ولكن تكلفته مرتفعة، وفي الغالب لا تكون له حاجة،

العلاج

تعتبر العديد من الأدوية ناجعة في علاج الصرع عند الاطفال وتقوم بتخفيف أو إزالة نوبات الصرع الصغير ، لكن عملية البحث عن الدواء المناسب والجرعة الصحيحة هي عملية طويلة تتطلب المرور بفترة معينة من التجربة والخطأ، كذلك، فإن تناول الدواء وفق الجرعات الدقيقة وفي وقت ثابت، هو أمر ضروري لنجاح العلاج،

الدواء الأكثر انتشار لعلاج الصرع الصغير هو الإيثوسكسيميد، يمكن أيضا استخدام حمض الفالبوريك واللاموتريجين للعلاج في بعض الأحيان، يبدأ العلاج بإعطاء جرعة بالحد الأدنى، ثم تبدأ زيادة الجرعات لحين الوصول للجرعة الصحيحة التي تعطي التأثير المطلوب مع أقل قدر ممكن من الأعراض الجانبية، بعد سنتين دون نوبات صرع، يمكن التفكير بإمكانية إيقاف العلاج،

من المحبذ وضع سوار في اليد، يكتب عليه نوع المرض والأدوية التي يتعاطاها المريض، بالإضافة لتعليمات تتعلق بالإجراءات التي يجب اتخاذها في حالات الطوارئ، بالنسبة للأطفال، يستحسن إخبار المعلمين، وطاقم المدرسة، بما يعاني منه الطفل وبكيفية التصرف عند حدوث النوبة وفي حالات الطوارئ،

يمكن أن يكون المرض محبط، وقد يكون الخوف من النوبة سبب لتوقف مسار الحياة الطبيعي للمصاب، المهم المحاولة وعدم تقييد الطفل أكثر مما يجب، كما توجد مجموعات دعم وجمعية لمرضى الصرع، من شأنها أن تساعد في مواجهة المرض وأعراضه،

اترك رد