الربو القصبي
إن الرَّبْوَ القَصَبِيَّ مرض يسبب تضيق متغير في القصبات الهوائية، تجاوباً مع مثيرات مختلفة، لا يعتبر الربو مرض نفسيَّ المنشأ، بل التهاب مزمن، غير معدٍ، يصيب جدران القصبات (الشعب) الهوائية، ويؤدي لحساسيتها المفرطة لمثيرات معينة، يتسبب إثارة القصبات الهوائية الحساسة، بتضييق قطرها،
يحدث التضييق نتيجة لانقباض العضلات المبطنة لجدار القصبات، إفراز المخاط، الوذمة الجدارية، ومع مرور الوقت زيادة سمك مركبات الجدار وتندُّبها، يؤثر ضيق القصبات على تهوية الأسناخ الرئوية وقد يؤثر على مستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، تتعلق شدة ضيق التنفس التي يشعر بها الشخص بمدى خطورة تضيق القصبات،
يشيع الربو بشكل متساو بين الجنسين، وقد يظهر للمرة الأولى في كل جيل، من الطفولة وحتى الكهولة، أما نسبة شيوعه في العالم فهي في ازدياد مستمر، وتشير التقديرات الصادرة من منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك نحو 300 مليون شخص في العالم يعانون حاليا من الربو،
يعتبر الربو مرض مزمن منتشر في وسط الأطفال، وهو أكثر لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد عائلة مرضى بالربو، رغم أن المركب الوراثي غير مطلق، أي أن المرض لن يظهر بالضرورة لدى كل أفراد العائلة،
إذا تمت معالجة مريض الربو بصورة ملائمة، فخطورته تكون طفيفة، لكن مرضى الربو الذين لا يخضعون للعلاج معرضون لأخطار عديدة، قد تؤدي نوبة وخيمة إلى تمزق الرئة (استرواح الصدر) وحتى الموت خنقًا، لقد انخفض معدل الوفيات من الربو، في السنوات الأخيرة، نتيجة للاستخدام المتزايد لمنشقات الستيرويد، على كل شخص تعرض لنوبة ربو هددت حياته، أن يحمل معه طوال الوقت، وبتصريح من الطبيب المختص، حاقن أدرينالين تلقائي (آلي) للحقن الذاتي في حالات الطوارئ،
لا يختفي المرض نهائيا غالبًا، فالربو غير قابل للشفاء التام، يزول المرض نهائيًا مع البلوغ، لدى ثلث المرضى الأطفال،
يمكن لمريض الربو الذي يتلقى علاج فعال للمرض، ترقب التحسن التالي:
- نوم متواصل ليلاً، دون سعال موقظ،
- صدر متحرر عند الاستيقاظ،
- إمكانية ممارسة الرياضة وجودة حياة مشابهة للأصحاء،
- انخفاض وحتى التوقف التام عن استخدام الفينتولين/ بريكالين
- علاج بأدوية دون آثار جانبية تذكر،
أما المريض الذي لا تنطبق حالته على ما ذكر أعلاه، فمرضه ليس تحت السيطرة،
أعراض
إن أعراض الربو القصبي ضيق التنفس أثناء الراحة أو المجهود، مصحوب عادة، بسعال جاف أو ببلغم لزج، وأحيانًا صفير وأزيز، شعور بالاختناق أو بامتلاء الصدر؛ وعادة ما تشتد الأعراض حدة في ساعات الليل وساعات الصباح الباكر، إن كل هذه العلامات أو جزء منها قد تكون دلائل للربو، يظهر المرض أحيانًا، كنوبات سعال مقلقة ومتواصلة ليس أكثر،
أسباب وعوامل خطر
لا تزال الأسباب غير واضحة؛ فمن المعروف أن الأسباب تشمل عوامل وراثية، إضافة إلى تأثيرات بيئية، تؤدي لحساسية القصبات المفرطة،
إن المثيرات التي تزيد من الالتهاب في القصبات متنوعة، تشمل مستأرجات (غبار البيت، شعر الحيوانات، بقايا الصراصير، غبار لقاح الأشجار والأعشاب)، الهواء البارد، المجهود البدني، الغضب، الانفعال والضحك، مواد كيميائية ومواد أخرى في بيئة العمل، دخان السجائر أو الروائح القوية، عدوى فيروسية، وأحيانًا أدوية معينة، التهاب الأنف الأرجي أو التهاب الجيوب، ودخول عصارة المعدة للمريء، هي أيضًا عوامل شائعة لتفاقم المرض ويجب معالجتها، إلى جانب معالجة الربو بهدف ضبط المرض قدر الإمكان،
تشخيص
إن طبيعة الشكاوى يجب أن يثير الشك، يقوم الطبيب بالتشخيص بناءً على مقابلة مفصلة مع المريض، واعتمادًا على فحوصات: الفحص البدني، اختبار وظائف الرئة، وأحيانًا اختبار الأرجية، فحص دم وبلغم، من المهم جدًّا إقصاء (استبعاد) إمكانية وجود مرض رئة آخر أو مرض في القلب يحاكي الربو؛ لهذا السبب على التشخيص أن يعتمد على اختبار وظائف الرئة وتأويله من قبل طبيب مختص،
علاج
يشمل علاج الربو القصبي ، بالإضافة إلى اجتناب التعرض للمثيرات، أدوية هدفها كبح الالتهاب في القصبات الهوائية (أدوية مضادة للالتهاب)، يعالج المريض الذي يعاني من أعراض المرض على الأقل مرة واحدة أسبوعيًّا، لمدة 2-3 أشهر، بأدوية مضادة للالتهاب بصورة ثابتة ومنتظمة، حتى إذا شعر المريض بتحسن، يُمْنَعُ إيقاف العلاج الثابت دون التنسيق مع الطبيب،
إن الأدوية الرئيسية المضادة للالتهاب المستعملة لمرضى الربو، هي: الستيرويدات المستنشقة أو الأدوية الكابحة لتأثير اللويكترين، وهي مركبات تشترك في تكوّن الالتهاب، يختار الطبيب الدواء أو توليفة الأدوية المناسبة لكل مريض، لا يكفى العلاج المضاد للالتهاب، أحيانًا، لضبط المرض، وينبغي إضافة مستنشق يحوي موسع قصبات مديد المفعول، تساعد إضافة موسع القصبات مديد المفعول المستنشق، في السيطرة على المرض، ولكن لا يجوز الاعتماد عليه كعلاج وحيد، دون إضافة العلاج المضاد للالتهاب، خوفًا من اشتداد المرض وتعريض المريض لخطر، تستخدم المستنشقات الموسعة للقصبات السريعة المفعول، مثل الفينتولين أو البريكلين، فقط للراحة الفورية أثناء ظهور أعراض ضيق النفس،
من المهم الحرص على متابعة طبية دورية (متكررة) طوال فترة العلاج، من أجل فحص وظائف الرئتين وملاءمة جرعة الأدوية،
العلاج باستخدام مستنشقات الستيرويد، مستخدم منذ أكثر من 20 عامًا، وفعاليته مثبتة عند استعماله، ضمن الجرعات الموصى بها، خلافا للعلاج المستنشق، الستيرويد الذي يتم تلقيه عن طريق الفم أو الحقن لفترات متواصلة، (أشهر أو سنوات)، يؤدي إلى أضرار في أجهزة مختلفة في الجسم،
إن معالجة الربو بالتطعيم، مقصورة على الربو الأرجي فقط، وعندما تكون معروفة ومعدودة العوامل المسببة للأرجية، فمن غير المحبذ البدء بالتطعيم قبل تجربة واستنفاذ العلاج بالأدوية،
إن ممارسة الرياضة محبذة لمرضى الربو المعالجين بصورة صحيحة، كما تُنصح لكل شخص لتحسين اللياقة البدنية، تقوية الثقة بالنفس (احترام الذات) وتحسين جودة الحياة، إن العديد من أصحاب الأرقام القياسية الأولمبية هم مرضى ربو؛ من ناحية أخرى، فإن ممارسة الرياضة أو تمرين عضلات التنفس ليست بديلاً للعلاج بالأدوية،