الحمّام:
من دخله أصابه هم لابقاء له من قبل النساء، لأن الحّمام محل الأوزار، واسمه مشتق من الحميم،
فإن استعمل الإنسان فيه ماء حار فيصيبه هم من قبل النساء أو يمرض مرضا يسيرا،
والاغتسال بالماء الحار صالح لأنه في الحمام، فإن كان مغموم ودخل الحمام خرج من غمه، فإن اتخذ في الحمام مجلسا فإنه يفجر بامرأة،
الحمام قد يدل على كشف أمر لأن الحمام موضع كشف العورة، فإن بني حمام فإنه يأتي فحشاء،
فإن كان الحمام حار لين فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون له ومساعدون ومشفقون عليه،
أمّا إذا كان بارد فإنهم لا يخالطون، ولا ينتفع بهم في أمر ما، وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطبائع، لا يرى منهم سرور لشدتهم، فإن رأى أنه في البيت الحار، وقد انفتح الماء من مجراه، وهو يريد أن يسده فلا ينسد، فإن رجل يخونه، وهو يجتهد أن يمنعه فلا يتهيأ له،
فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنه يغضب على امرأته،
ومن رأى أنه دخل حماحم فهو دليل الحمى النافض،
ومن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء ساخن، أو صب عليه أو اغتسل به على هيئة الغسل فهو غم وهم بقدر سخونة الماء،
وإن شرب من البيت الأوسط فهو حمى صالب،
وإن شربه من البيت البارد فإنه برسام،
فإن رأى أنه اغتسل والنورة، فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام، فإن ذلك أقوى في التأويل،
فإن رأى في تلك المحلة حمام مجهول فإنه يؤول بامرأة تعمل معصية،
ومن رأى أنه يغتسل في الحمام أصابه غم من عدوه، وربما مريض مرض يسير،
ومن رأى أنه يبني حمام قضيت حاجته،
والحمام يدل على جهنم،
وقيم الحمام يدل على خازنها،
ويدل على دار الحاكم وقيمها القاضي، ويدل على المرأة وقيمها زوجها أو العاقد، ويدل على امرأة عملت فاحشة،
ويدل على البحر وقيمه رئيس السفينة ومديرها، وربما دلّ الحمام على دور أهل الخصام،
ومن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فإنه يدل على ذلك، فإن اغتسل مع ذلك، ولبس ثياب بيضاء، خلاف عادته، وركب مركوب لا يليق به دل على غير ذلك،
فإن رأى أنه داخل إلى البيت الحار فعلي ضد ما تقدم،
ويكون البيت الأوساط لمن جلس فيه من المرض دال على توسطه في علته،
فإن يكن شيء من ذلك وكان الرجل أعزب تزوج، أو حضر وليمة، وكان فيها من الجلبة والغوغاء كالذي يكون في الحمام، وإلاّ نالته غمة من سبب النساء، وقد يجمع ذلك فتناله غمة من سبب مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق،
وربما دلّ العرق خاصة على الهم والتعب مع غمة الحمام وحرارته، فإن كان متجرد من ثيابه فالأمر مع زوجته يجري عليه ما يؤذن الحمام به، فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحارم كالأم والبنت والأخت،
ومن رأى أنه دخل الحمام من قناة أو طاقة صغيرة في بابه، أو كان معه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنها امرأة يدخل إليها في ريبة، ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس،
والحمام دال على درا العلم والرباط والجامع والسوق، ويدل على التوبة للفاسق، والهدى للضال، والغنى للفقير، والشفاء للمريض، وإن كان الرائي أعزب تزوج وإن كان فقير استغنى، وإن اغتسل بالماء على ثيابه ابتلي بحسن زانية وأفسد معها دينه وارتكبه الدين بسببها،
وإن رأى ميت في الحمام، وكان في بيت الحرارة، دلّ على أنه مطالب بما عليه من التبعات، خاصة إن كان لابس ثياب دنسة أو كان مكشوف العورة، فإن رأى كأنه خرج من الحمام وعليه قماش حسن أو رائحة طيبة دلّ ذلك على أن اللّه تعالى قد سامحه وعفا عنه،
ومن رأى نفسه في نهار والنجوم محيطه به أو على رأسه دلّ ذلك على أنه يدخل حمام، فإن وجد في منامه حرارة شديدة أو برد شديد نالته شدة في الحمام الذي يدخل إليه،
فإن اختلطت النساء بالرجال في الحمام دلّ على اختلاف الأحوال ونقض العادات والوقوع في البدع والشبهات، وربما دلّ ذلك على أمر يقع في ذلك البلد حتى يختلط الرجال بالنساء،
فإن رأى ماء الحمام صار دما والناس ينضحون منه على أبدانهم، دلّ ذلك على ظلم الملك لهم في أموالهم، أو حيف العلماء على العامة في استباحة المحظورات كفطر يوم الصوم، أو صوم يوم الشك، أو الوقوف بعرفة في غير يومها، أو صلاة الجمعة قبل الزوال وما أشبه ذلك، وربّما دلّ الحمام على الكنيسة، وربما دلّ الحمام للأعزب على الزوجة،
ومن اتخذ الحمام مسكنه فإنه مصر على الذنوب، ومن دخل حمام واغتسل وخرج منه خرج من هم امرأة، وخزانة الحمام امرأة لا خير فيها،