التهاب الشغاف العدوائي
ما هو؟
ينشأ من تلوث بكتيري يصيب طبقة الخلايا الطِّلائية في القلب، يتكون الضرر الأساسي والذي يعرف بالنابتة، من تراكمات الصَّفيحات الدموية والفِبْرينات وخلايا الجهاز المناعي والبكتيريا، غالبًا يطال هذا التلوث صِمَّامات القلب، ينتج التلوّث إثر انتشار البكتيريا في مجرى الدم عبر الفم (الفك والأسنان!) والجهاز الهضمي، أو من أيِّ مصدر آخر معرض لتلوُّث خارجي، واستقرارها على خلايا طِلائية كان قد لحق بها ضرر معين،
تقدر نسبة انتشار المرض ب 5.9- 11.6 حالة لكل مائة ألف شخص (5.9- 11.6 – 100000)، بحيث إن نسبة الانتشار آخذة بالازدياد، قد ترجع هذه الزيادة في نسبة الانتشار لفرط استعمال المواد المخدرة، يعتبر هذا المرض أكثر شيوع لدى الرجال، وعادة في 55%-75% من الحالات،
تكون الإصابة لدى أشخاص مصابين بمرض قلبي عضوي سابق (مثل العيوب الخِلقية في القلب، أو كتدلي الصِّمام التاجي أو مرض مكتسب مثل أمراض نظم القلب)، أما في 7%-25% من المرضى فتكون لديهم صِمَّامات صناعية (صِمَّامات مبدلة)، وفي 30% من الحالات المرضية لا تكون الخلفية المرضية السابقة مفهومة،
إن أنواع متعددة من البكتيريا في صِمَّامات القلب الطبيعية، تسبب التلّوث، البكتيريا الأكثر تأثير هي: البكتيريا العِقْدِيَّة، والعُنقودية، والمُكَوَّراتُ المِعَوِيَّة والبكتيريا سلبية الغرام، يرتفع خطر الإصابة بالتهاب الشَّغاف بقدر سبعة أضعاف لدى الأشخاص الذين يحقنون أنفسهم بالمواد المخدرة، مقارنة مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلب مولودة أو أصحاب صِمَّامات مبدلة، في معظم حالات الإصابة بالتلوُّث، يصاب الصِّمام الأيمن للقلب وعادة ما يكون الملوث الأساسي هو الجرثومة العُنقودية الذهبية،
يوجد ازدياد ملحوظ في خطر الإصابة بالشَّغاف، في الشهور الستة الأولى التي تلي عملية استبدال الصِّمام، وتقدر نسبة انتشار الإصابة بالشَّغاف بعد مرور هذه الفترة الزمنية الحرجة ب 0.2-0.3 في السنة، خطر الإصابة بالمرض في السنة الأولى من إجراء العملية، يكون في الصِّمامات الاصطناعية، إلاّ أنه بعد ذلك، فإن خطر الإصابة يزداد في الصِّمامات البيولوجية، الجراثيم المُحْدِثة للتلوُّث هي الجراثيم العُنقودية، والفِطريات والجراثيم سلبية الغرام،
معدل الوفيات لدى المصابين بالشَّغاف يتراوح بين 16% و 27%، أما أغلب حالات الوفاة، فتكون عند المرضى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، تبلغ نسبة نجاة الأشخاص ذوي الصِّمامات القلبية الطبيعية، والذين تُجرى لهم عملية جراحية علاجية ال- 85%، أما في حال كانت الصِّمامات اصطناعية فتصل نسبة الوفاة إلى 60% في تلوّث حدث مبكرًا، ونسبة 40% إذا حدث التلوث متأخر،
تشير التقارير لتكرار حدوث الحالة في 2%- 4% من المرضى، من المتبع إعطاء المضادات الحيوية كعلاج وقائي، قبل القيام بأي عمليات جراحية قد تعرض المريض للإصابة بتلوث بالجراثيم (مثلاً عند إجراء علاج للأسنان، وفحص الجهاز الهضمي، والرئتين والكُلى بوسائل باضِعَة)
الأعراض
تظهر لدى 80% من المرضى أعراض المرض بعد أسبوعين من التعرض للتلوث، أما في ال 20% الباقين فقد تطول المدة الزمنية حتى تظهر الأعراض، أكثر الأعراض تميز هو الحُمَّى، والتي تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل التعرُّق، وفِقدان الوزن والضعف،
يتم في المعاينة الجسدية، الكشف عن نفخة قلبية غير اعتيادية، كما يمكن ظهور تضخّم في الطحال، وأعراض في أجهزة الجسم المختلفة كَنُزوف شَظَويّة وحَبَرات أو آثار لصِمَّات مصدرها من القلب، وتصل أعضاء الجسم المختلفة وخاصة الدماغ، في حال تسبب التلوّث بضرر ميكانيكي ملحوظ في الصِّمامات، قد تنشأ علامات مرضية لفشل في القلب، ينشأ لدى 15% من المرضى ضرر للكُلى على خلفية رد الفعل المناعي للتلوث ،
التشخيص
من العلامات التي تشير لحدوث الشَّغاف: ظهور حُمَّى متواصلة لدى أشخاص مصابين بأمراض قلبية لها علاقة بالصِّمامات، مع ظهور علامات في أجهزة الجسم المختلفة، وظهور صِمَّات، والحصول على دلائل مخبرية تشير لتواجد تلوُّثات جرثومية ودلائل في اختبار تخطيط صدى القلب على حدوث التلوُّث في الصِّمامات،
التحاليل المخبرية: في حال الاشتباه بتطور المرض، فمن المتبع تجهيز عدد من المَزارع الدموية (المُسْتَنْبِتات الدموية) لإنبات الجراثيم المسببة للتلوُّث، تشير التحاليل المخبرية عادة إلى فقر في الدم وارتفاع في تعداد خلايا الدم البيضاء وفي سُرْعَة تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر، وقد يظهر اضطراب في نشاط الكُلى،
العلاج
يهدف العلاج، والذي قد يتم إما عن طريق الأدوية أو عملية جراحية، لإنهاء التلوُّث بشكل تام، وعلاج المضاعفات الميكانيكية في القلب وخارجه والتي أُحْدِثَت بفعل التلوّث،
العلاج بالأدوية (مضادات حيوية): يتم اختيار العلاج باستخدام المضادات الحيوية حسب درجة تأثّر الجراثيم التي استخلصت في المَزْرَعَةِ الدموية للمُرَكب الدوائي، وحسب قدرته على التسبب بأقل معدل من الأعراض الجانبية التي قد تصيب المريض،
قد يتم إعطاء العلاج كنوع واحد من الأدوية، وقد يتم الجمع بين أنواع مختلفة والتي تساعد في تقصير مدة العلاج، لمدة واستمرارية العلاج علاقة بنوع الصِّمام المتضرر (إذا كان طبيعيًّا أو اصطناعيًّا)، ونوع الجرثومة المُسببة للتلوث، في حالة كان الصِّمام طبيعي فمن المتبع وصف علاج يستمر بين أربعة لستة أسابيع، أما في حال كان الصِّمام اصطناعي فيمتد العلاج على الأقل ستة أسابيع وأحيانًا أكثر، عادةً تتراجع أعراض الحُمَّى بعد انقضاء الأسبوع الثاني للعلاج عند 90% من المرضى،
قد تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية في مرحلة التلوّث الحاد عند 25% – 30% من المرضى، بينما تطرأ الحاجة لإجراء جراحي في مرحلة متقدمة أكثر عند 20% – 40% من المرضى،
تطرأ الحاجة لإجراء عملية جراحية عند وجود الأسباب التالية:
عند حدوث ضرر آلي شديد لأحد الصِّمامات والذي يؤدي لفشل القلب، أو عند نشوء خُراجة أو تخطي التلوّث وتغلغله في القلب، عند وجود حالة تلوث سابقة في حال كانت الصِّمامات اصطناعية أو عند تلوث الصِّمام الاصطناعي بالجراثيم العُنقودية الذهبية، عندما يكون التلوُّث محدث بفعل الفطريات، تلوثات تؤدي لنشوء انْصِمامات وتلوثات لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية، يتم تحديد موعد الجراحة حسب حالة المريض، يتم في العملية استبدال الصِّمام المُصاب (إذا لم تكن هناك إمكانية لإصلاحه) كما ويتم استئصال الأنسجة المصابة بالتلوث المحيطة بالصِّمام،