أورام الرحم
ما هى؟
إن أورام الرحم الليفية تسمى أيضًا ورم الرحم أو فيبرومه.
تنشأ هذه الأورام الحميدة من عضلة الرحم، وهي مشكلة شائعة تظهر عند ربع النساء في جيل الخصوبة.
يزداد احتمال ظهورها مع التقدم في السن، وكذلك المشاكل المشتركة الناتجة عنها، بما في ذلك العقم، والإجهاض المتكرر، ونزيف طمثي شديد وآلام في الحوض أثناء الحيض – مع ضرر بالغ لجودة حياة العديد من النساء. إن هذه الأورام والمعاناة التي تسببها، هي السبب الرئيسي لجراحة استئصال الرحم في العالم الغربي.
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الأورام تتأثر بالهرمونات الجنسية، هرمون الإستروجين والبروجسترون، وأن العقاقير التي تمنع عملها، هي علاج فعال للحد من هذه الأورام. إلا أن لهذه الأدوية، مثل تلك المحاكية لـ GNRH التي تتسبب بحالة مشابهة للفترة ما بعد انقطاع الطمث، تأثير مؤقت فقط، وأما آثارها الجانبية فكبيرة.
علاج أورام الرحم
إن علاج اورام الرحم الشائع، هو استئصال الرحم بالجراحة، بسبب عدم وجود علاج دوائي ناجع. تضمن عملية استئصال الرحم عدم نمو أورام إضافية وإزالة الأعراض، مثل النزيف الطمثي الشديد، أو الآلام أسفل البطن.
إلا أنه في السنوات الأخيرة هناك نساء أكثر فأكثر، تهتم بالعلاجات الأقل اختراق للجسم والبسيطة، بدلا من عملية استئصال الرحم. وتكمن إيجابيات هذه الإجراءات، أنه في أغلبها لا يتم فتح البطن، وفترة العلاج والشفاء أقصر بكثير، بالمقارنة مع عملية استئصال الرحم.
إمكانية تطبيق هذه التقنيات غير الجراحية المختلفة، تتعلق بمكان الورم، وعدد الأورام وحجمها، وكذلك عمر المرأة وتخطيطها للولادة في المستقبل.
- إستئصال الورم بعملية تنظير الرحم تلائم هذه الطريقة للأورام تحت الغشائية بحجم حتى 5 سم تقريبًا وفي معظم الحالات تكون هذه الأورام هي المسببة للنزيف الطمثي الشديد والإجهاضات المتكررة.
يتم تنفيذ هذه العملية عن طريق المهبل بمنظار القطع الذي يمكن استئصال الورم بلولب كهربائي، دون الحاجة لشق البطن. وفي بعض الحالات، يجب معالجة المرأة قبل العملية، بحقن مادة لتقليص الورم وتقصير مدة العملية. تنفذ العملية عادة بالمبيت في المستشفى لمدة يوم واحد، والعودة السريعة لمزاولة العمل بشكل طبيعي. لا تلزم هذه العملية، ولادة قيصرية في الحمل المقبل، وهي مناسبة أيضا للنساء بعد انقطاع الطمث، اللاتي يظهر عندهن ورم عادي في الرحم. وتمكِّن هذه الجراحة التنظيرية، في أغلب الأحيان، من منع استئصال الرحم والمحافظة على خصوبة المرأة.
- استئصال الورم بالمنظار تلائم هذه الطريقة النساء مع أورام شبه مصلية – المسبب للآلام أو ضغط في منطقة الحوض (يمكن أن يتكون ضغط على المثانة أو المستقيم) ويتم بهذه الطريقة فصل الورم من الرحم بأجهزة تنظيرية، وبعد ذلك يتم إخراجه من البطن بجهاز قاطع، الذي يقطع الورم قِطع صغيرة.
يتم ترميم مبنى الرحم في هذه الحالة بخياطة مكان الورم المستأصل، ويكون الشفاء من هذه العملية أسرع من جراحة شق البطن. يمكن كذلك استئصال الرحم العضلي بأكمله بهذه الطريقة، مع عنق الرحم أو بدونه، وإخراجه عن طريق المهبل أو بالجهاز القاطع من خلال ثقب صغير في جدار البطن.
- قسطرة وإغلاق شرايين الرحم كعلاج لأورام الرحم الليفية – ويتم وإجراء قسطرة لشرايين الحِرقفية وكشف الأوعية الدموية التي تنقل الدم للرحم والورم الليفي. يتم بعد إدخال جهاز القسطرة لشرايين الرحم، حقن جزيئات صغيرة التي تؤدي لانسداده.
تجرى هذه العملية في قسم تصوير الأشعة السينية وتتطلب البقاء في المستشفى لمدة يوم أو يومين، للعناية وتلقي مسكنات الألم. لقد أجريت حتى اليوم، عمليات قسطرة كهذه بالآلاف، في جميع أنحاء العالم مع نسبة نجاح تفوق ال- 90%. لا تجرى هذه العملية للنساء اللاتي لم يتخطين مرحلة الإنجاب، بسبب حدوث مضاعفات نادرة، التي تؤدي لعرقلة وصول الدم للمبيض.
- علاج تجريبي على أورام الرحم الليفية بالأمواج فوق الصوتية الموجهة عالية الجهد – وهي طريقة حديثة لعلاج أورام الرحم، تم اختيارها مؤخرًا في عدد من المراكز في العالم، لفحص إمكانية علاج أورام الرحم بأمواج فوق صوتية، دقيقة وعالية الجهد. يسبب العلاج تسخين موضعيّ ونخر الورم، دون أن يمس عضلة الرحم. ويتم التحكم بالأشعة فوق الصوتية وتوجيهها للورم بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي ويستمر العلاج حوالي 3 ساعات في قسم التصوير، وفي نهايته يتم تحرير المُعالَجة إلى بيتها.
